هل يفهمون ويستوعبون من خلال لغة الإشارة؟! تساؤلات كثيرة وحائرة يطرحها الإنسان المراقب .
لنتعرف سوياً على الخصوصية اللغوية لأبنائنا الصم وبعض من معاناتهم، ولنكن نحن صوتهم .
الصم واللغة
لغة الإشارة هي اللغة الطبيعية للصم، تعبر عن كلمات ومفاهيم من خلال حركات اليدين، وتعتمد على الإيماءات كذلك تعبير الوجه وحركة الجسم، وتعتبر لغة الإشارة هي اللغة الأم بالنسبة للصم، وهي لغة تامة (كاملة) تطورت على يد مجتمعات الصم وأفرادهم مجسدة قيم وتجارب مستعمليها.
وتعتبر لغة الإشارة هي أساس الثقافة المرئية لهذه المجتمعات وهي لغة غنية معبرة ومعقدة كاللغة الكلامية. كما أن مبادئ بنيتها النحوية تتشابه في إطارها العام مع كل اللغات الإنسانية، ولكنها تمتلك خصوصية مستقلة في نظامها من حيث قواعدها النحوية واستقلاليتها عن اللغة المنطوقة وخلال العقود الثلاثة الماضية أثبتت الـبـحوث المتعلقة في اللغات الإشارية بأنها تمتلك نفس المواصفات اللغوية للغات المنطوقة، وتطورت طبيعيا مثلهــا مثل اللغات المحكية.
وقياساً على ما تقدم نستطيع اعتبار الرموز الإشارية التي تشكلها الأيدي بمثابة ألفاظ يتم استقبالها عن طريق المشاهدة (مرئية) فإن شكلها وموقعها يشكّل تواصلا لفظيا على اعتبار أن أعين مستخدمي لغة الإشارة هي التي تسمع، كذلك يمكننا اعتبار أن هناك تواصلاً غير لفظي في لغة الإشارة يكون واضحاً وعنصراً رئيسياً في اكتمال عملية التواصل يتمثل بحركة الرمز الإشاري أثناء التحدث بلغة الإشارة، والسرعة والبطء والشدة والمكان، والموقع والتناسق والتناغم الحركي، مع التعبير والإيماء وهو بمثابة الأصوات غير اللفظية لتشكل رموز ذات دلالة ومعنى، كما يعتبر الرمز الإشاري لفظ (لفظ مرئي) يتم استقباله بصرياً، وُيفهم من خلال تحليله وفهم دلالته ومعناه الكامن فيه.
لذلك اهتم الصم في المنطقة العربية بألفاظهم (رموزهم) على اعتبارها وعاء يحتوي معاني ودلالات تُفهم ، لهذا نجد أن بعض الرموز الإشارية (الألفاظ المرئية) قد لا ترقى لجمالية أو شكل منسق، فهذه ليست الغاية بقدر أهميتها لتكون أداة للتعبير عن المعنى والمضمون وتحقيق الهدف النفعي لهم.